موضوع انشائي عن ليلة القدر
موضوع انشائي عن ليلة القدر…تشكل المناسبات الدينية عنصرا مهما غنيا يثري التعبير الأدبي بالكثير من المعاني الجميلة التي لا يوازيها شيء في القداسة والدفء. وليلة القدر من أفضل المعاني التي يمكن أن تكتب لها الكلمة وصفا وشرحا وإيضاحا.
موضوع انشائي عن ليلة القدر
عناصر موضوع انشائي عن ليلة القدر
من الضروري في أي موضوع أن تتوفر ثلاثة عناصر رئيسة لا غنى عنها في التعبير الأدبي، وهذه العناصر هي:
- المقدمة: وهي ما يمهد به للموضوع بالتلميح للمضمون دون شرح وإطالة، وهي عنصر أساسي في التعبير لا يستغنى عنه إلا في مواقف تستدعي العجلة والخوض في صلب الموضوع مباشرة.
- العرض: وفيه يتم التفصيل بالموضوع وإيضاح النقاط المراد قولها، ومما يستحسن فيه جودة الربط بين الأفكار وحسن التخلص من المقدمة.
- الخاتمة: فيها ينتهي الموضوع من خلال إيجاز ما تم تقديمه أو الانتهاء إلى الغاية التي كتب لها الموضوع، ويستحسن فيها الإيجاز وانتقاء العبارات المميزة كي ترسخ في ذهن المتلقي.
موضوع انشائي عن ليلة القدر
ليلة القدر أجمل ليالي رمضان، وأكثر ما يهتم به المسلمون فيه، وكتابة موضوع عنها ليس بالأمر البسيط، فهي ليلة مقدسة ينبغي الحديث عنها بما يليق، وفي معرض الحديث عن المقدسات والأديان لابد من الاستشهاد في الموضوع بآيات من القرآن ومقتبسات من الحديث الشريف، لأن هذا يعطي الموضوع مصداقية إضافية ويناسب الطابع الديني الذي ينبغي أن يكون في معانيه. في العناوين التالية عرض لنص الموضوع مجزءا إلى العناصر الرئيسة كما ورد ذكرها فيما سبق.
مقدمة موضوع انشائي عن ليلة القدر
في العشر الأواخر من رمضان ينتظر المسلمون خير الليالي، فيولي العبد وجهه لله يسأله الغفران والرحمة وبغير رضاه لا يبالي، فهي ليلة نزل فيها خير الكلام، فكانت أجمل هدية أتانا بها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. فمن أحسن قيامها واستثمرها فقد نال من الشهر الفضيل أفضل مغنم. كيف لا وهي ليلة القدر وبها يتبدل الحال ويتغير القدر بإذن الله مالك أمر الكائنات والبشر.
مضمون موضوع انشائي عن ليلة القدر
وليلة القدر باب العبد للرحمة، وهي فرصة للإصلاح من حال الأمة، وهي نور على نور رمضان، ويستحب فيها إكثار القيام والدعاء والإحسان، ولا يعرف قدرها إلا من عرف أحداثها، وقرأ عنها في آي الذكر الحكيم، ليعرف ما وراء انتظار الناس لها وترقبهم لعلاماتها ليعرفوا ميقاتها ويغنموا من فضل قيامها ما يتزودوا به من خير للدنيا والآخرة حين يقفوا بين يدي الرب الكريم.
احداث ليلة القدر
ولا يمكن معرفة ما لهذه الليلة من خصوصية إلا بمعرفة الأحداث التي ترتبط بها، فهي ليلة نزول القرآن الكريم خير الكلام وأصدقه وأشرفه، وهي ليلة ينزل الله فيها الملائكة إلى الأرض فتنزل معهم البركة والسكينة لتفيض على عباد الله المسلمين الصالحين القائمين الصائمين العابدين التقاة الذين يبتغون وجه الله ويسألونه مرضاته ورحمته، وتمتلئ الأرض بالملائكة في هذا اليوم المبارك حتى يبلغ عددها عدد الحصى، وفي ذلك روي حديث عن النبي المصطفى قال فيه “وإنَّ الملائكةَ تلكَ اللَّيلةَ في الأرضِ أكثَرُ مِن عددِ الحَصَى”
سورة القدر
وقد ذكر نزول الملائكة في ليلة القدر في واحدة من سور القرآن الكريم نزلت خصيصا عن ليلة القدر، الأمر الذي يدل على ما لهذه الليلة من بركة وما خصها الله به من خير للناس، فبها نزلت سورة القدر التي جاء فيها قول الله سبحانه وتعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فضل ليلة القدر
وفي قول الله تعالى يتضح ما لهذه الليلة من فضل، فلا كلام فوق كلام الله، ولا قول أصدق من قوله، فحين نزلت السورة الكريمة فيها حملت إشارة لتحريها كونها خير الليالي وخير من ألف شهر، ففي هذا إشارة لا مجال للشك فيها لتنبيه المسلمين لضرورة استثمار كل لحظة منها للتقرب إلى الله والدعاء له طلبا لعونه، وفي ذلك سنة استنها الرسول الكريم الذي كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان وفي ذلك روت عائشة رضي الله عنها “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”
علامات ليلة القدر
ففي العشر الأواخر من رمضان كان يتحرى صلى الله عليه وسلم ليلة القدر، وفي ذلك حديث روته السيدة عائشة عن النبي الكريم قال فيه “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” وفي هذا الحديث إشارة واضحة إلى علامتين من علامات ليلة القدر، أولهما أنها من العشر الأواخر وثانيهما أنها ليلة وترية. كما وردت علامات أخرى عن شمس صبيحة القدر في حديث رواه أبي بن كعب قال فيه “وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا”
وقت ليلة القدر
لذلك يتحرى المسلمون ليلة القدر في ليالي العشر الأواخر الوترية من رمضان، مستدلين عليها من العلامات السابقة وغيرها مما روي من دلالات ترجح ثبوتها، لكن ما من أحد يعرف وقت ليلة القدر بالتحديد غير الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك حكمة وخير للمسلمين كي ينصرفوا إلى العبادة في العشر الأواخر ويلحوا في الدعاء والطلب من الله ويكثروا القيام ويحسنوا بقدر ما يستطيعون في أيام عشرة ليست كغيرها من أيام العام
خاتمة موضوع انشائي عن ليلة القدر
فالمحظوظ من الناس هو من يمسك بكل ثانية من ليلة القدر بالدعاء والقيام وطلب المغفرة، فهي هدية لا يعادلها شيء وإن وفق العبد لوفاءها حقها بما يليق وفقه الله لقبوله وتوفيقه بما يليق بكرم الخالق وصدق سؤال المخلوق وإيمانه بأن عطاء الله لا تحده ليلة لكن ليلة جعلها الله خيرا من ألف شهر قد تفتح من أبواب العطاء ما يقي سوء القدر ويغير مسار العمر.
موضوع إنشائي عن ليلة القدر قصير
تأتي ليلة القدر فتمحو الذنوب وتسعد القلوب، فيا ليتها تطول قليلا، وتشفي بها قلبا عليلا، فهي خير الأوقات وبها تستحب الطاعات، وفيها نزل خير الكلام على نبي الإسلام المصطفى، وفيها نزلت سورة القدر لتبلغنا أنها خير من ألف شهر، فالمسلم الحق فيها من كان كل عام يقوم فيها ويحييها، فهي فرصة لمرضاة الله ورضاه والروح إن أرضت الله فمن يؤذيها؟ فلا يبخلن عبد على نفسه بالعمل، فالله عنا غني لكن لنا بتقواه وعبادته الأمل، فقولوا بها خير الكلام ووحدوا الله وصلوا على خير الأنام.
.